استعدادات قطر لاستضافة استثنائية بكأس العالم 2022
قطر تستعد لتقديم كأس عالم ممتاز من حيث التنظيم
21 ديسمبر 2018
تواصل دولة قطر استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2022 وسط حالة من الترقب الشديد حول ما إذا كانت فكرة إقامة مونديال بالشتاء ستنجح فعلاً وهو ما يرفع من سقف التحدي للتنظيم لإثبات أن قطر كانت تستحق تغيير موعد البطولة فعلاً.
القطريون يركزون على خلق تغييرات مثيرة على خريطة استضافة الأحداث الكروية الكبرى حيث تقوم حالياً اللجنة العليا للمشاريع والإرث ببناء سبعة ملاعب جديدة إضافة لتطوير استاد خليفة الدولي على أن تنتهي جميع الأعمال الرئيسية بالملاعب قبل بداية البطولة بسنتين وهو ما يمثل هامشاً ممتازاً لضمان جاهزيتها للحدث الأكبر.
ملاعب:
على صعيد الملاعب سيقدم كأس العالم بقطر ميزة خاصة للغاية حيث لا تزيد المسافة بين أي ملعبين من الملاعب المستضيفة للبطولة عن 55 كيلومتر في حين تبلغ المسافة بين أقرب ملعبين "استاد الريان واستاد المدينة التعليمية" 5 كيلومتر فقط وهو ما سيعطي الجماهير فرصة مشاهدة أكثر من مباراة بيوم واحد خلال مرحلة المجموعات.
طبيعة الملاعب ستفرض أيضاً تميزاً خاصاً حيث سيكون "استاد راس أبو عبود" أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل بتاريخ كأس العالم حيث سيتم استخدام 998 حاوية الشحن البحري ومقاعد قابلة للتفكيك ووحدات بناء أخرى في بناء الملعب على أن يتم تفكيكه بالكامل والاستفادة منه بمشاريع تطوير البنية التحتية الرياضية بالعالم بعد انتهاء البطولة.
ملعب لوسيل سيمثل أيضاً أحد ملاعب البطولة خاصة وأنه سيستضيف اللقاء الافتتاحي إضافة للمباراة النهائية وتبلغ سعة الملعب 80 ألف متفرج وبحسب اللجنة العليا فإن ميزانية بناء وتطوير الملاعب تصل إلى 6,5 مليار دولار وسيستمتع الحاضرون بالبناء المميز لمدينة لوسيل ووسائل النقل المحدّثة، أو مترو الدوحة، أو خدمة النقل الخفيف بمدينة لوسيل، وهي وسيلة مواصلات صديقة للبيئة تتميز بها مدينة المستقبل، ستستقطب لوسيل العصرية 250 ألف شخص للإقامة والتمتع بالمتنزهات، والمراسي، وفرص التجارة والأعمال التي تزخر بها المدينة، إلى جانب الاستمتاع بالمدينة الترفيهية.
كما يحظى ملعب "استاد خليفة الدولي" بأهمية خاصة حيث يعود تاريخ إنشاؤه لعام 1976 علماً أنه تمت إعادة افتتاحه العام الماضي حين استضاف نهائي كأس سمو الأمير ويبعد الملف مسافة 13 كم عن وسط العاصمة الدوحة ويتسع لـ40 ألف مشجع وسيستضيف العديد من مباريات المونديال حتى الدور ربع النهائي وبحسب التطوير الحديث للملعب، الذي استضاف العديد من الأحداث الكبرى سابقاً كدورة الألعاب الآسيوية، بات يعلو سقفه قوسين يمثلان دلالة على الاستمرارية واحتضان المشجعين من كل أنحاء العالم ويملك الملعب تقنية التبريد المتطورة التي تسمح بالتحكم بدرجات الحرارة بشكل فعال وهو ما يجعل الملعب محمياً من كل العوامل الجوية.
"استاد البيت في الخور" هو أيضاً أحد الملاعب التي يتم بناؤها وسيكون جاهزاً لاستقبال 60 ألف مشجع بكل مباراة علماً أن تصميمه سيأخذ شكل بيت الشعر العربي القديم، ويجري إنشاء الملعب على مساحة تبلغ مليون وأربعمائة ألف متر مربع، متضمناً مركزاً للطاقة ومساحات خضراء ومسطحات مائية ومرافق للعائلات وملاعب لمختلف الرياضات ليكون بعد انتهائه مركزاً رياضياً حيوياً علماً أنه يمثل اليوم واحداً من أهم المشاريع المعمارية على مستوى العالم رياضياً ومن المنتظر أن يستضيف واحدة من مباريات نصف النهائي.
"استاد الوكرة" سيتسع لـ40 ألف مشجع ويستضيف مباريات حتى الدور ربع النهائي واستوحيت فكرة تصميمه من مراكب الصيد التقليدية حيث اشتهرت المدينة سابقاً بالمغامرات البحرية لسكانها.
أما "استاد الريان" الجديد فيتم بناؤه بموقع استاد أحمد بن علي، وستتزين واجهته الخارجية بنقوش معمارية تجسد التراث والثقافة القطرية كم يتم استخدام مواد صديقة للبيئة بعمليات البناء علماً أن سعة الملعب سيتم تخفيضها من 40 إلى 21 ألف متفرج بعد نهاية البطولة حيث سيتم فك جزء من المدرجات وتقديمه لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم.
"استاد المدينة التعليمية" سيخضع أيضاً لتغييرات بعد كأس العالم، حيث يتم بناء هذا الملعب بالحرم الجنوبي للمدينة التعليمية المعروفة في قطر والعالم بأنها مركز حيوي للمعرفة والابتكار وبعد نهاية البطولة سيتم تخفيض سعته من 40 ألف إلى 25 ألف متفرج حيث سيتم التبرع بالمقاعد الباقية لدول نامية بغرض الإسهام بنشر لعبة كرة القدم حول العالم.
تصميم "استاد الثمامة" مستوحى من غطاء الرأس التقليدي الذي يرتديه الرجال العرب "القحفية" وستبلغ سعة الملعب 40 ألف متفرج على أن يتم تخفيضها للنصف بعد نهاية البطولة لدعم مشاريع تنمية رياضية حول العالم كما سيضم الاستاد فرعاً لمستشفى سبيتار المعروف عالمياً، كما سيحل فندق عصري صغير مكان المدرجات العليا وكل هذا جعل الاستاد يفوز بجائزة أفضل تصميم استاد عن فئة "المرافق الرياضية والاستادات تحت الإنشاء"، وذلك خلال حفل توزيع جوائز النسخة السابعة عشر من جائزة إم آي بي آي إم لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية عام 2018.
قواعد الأمان:
تؤكد اللجنة العليا دائماً اهتمامها الكبير بصحة وسلامة العمال مشيرة إلى أن هذا يعتبر على رأس سلم أولوياتها حيث يعمل حالياً أكثر من 30 ألف عامل بمختلف مشاريع بطولة كأس العالم 2022، وقامت اللجنة بوضع معايير تضمن رعاية العمال وحقوقهم، وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها عالمياً، حيث تتم معاملة العمال باحترام وكرامة مع دعم عمليات التدقيق لجهود الامتثال في حين يخضع المخالفون لتدابير وعقوبات كإنهاء العقد مع إضافتهم للقائمة السوداء.
الجماهير والمناخ:
من المفترض أن تتراوح درجة الحرارة خلال البطولة ما بين 18 و24 درجة مئوية وهو يمثل مناخاً جيداً لاستضافة حدث كهذا علماً أن البطولة ستبدأ في 21 نوفمبر 2022 وتمتد لـ28 يوماً أي حتى 18 ديسمبر 2022.
سيحظى الجمهور بخيارات كثيرة للسكن تناسب إمكانياتهم المختلفة بما في ذلك غرف فندقية تتراوح فئاتها ما بين 3 إلى 5 نجوم عدا عن توفير غرف على متن بواخر سياحية وأماكن إقامة بمخيمات صحراوية مصممة وفق الطراز العربي التقليدي وستعطي المسافات المتقاربة فرصة للمشجعين والزوار للتنقل دون تحمل عناء السفر الطويل كما سيحظى الزوار بأجواء ودية وستتاح لهم فرصة القيام بأنشطة ترفيهية كثيرة كالاستمتاع بشواطئ الدوحة تحت أشعة الشم